فلسطين أون لاين

حوار علي فيصل لـ"فلسطين": صفقة ترامب "عملية إبادة سياسية" لشعبنا إرضاءً للاحتلال

...
بيروت-غزة/ أحمد المصري:

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، علي فيصل: "إن صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التصفوية أشبه ما تكون بعملية إبادة سياسية لشعبنا الفلسطيني، في سبيل غايات إرضاء المحتل الإسرائيلي".

وفي حوار مع صحيفة "فلسطين"، ذكر فيصل أن ما ظهر من مؤتمر في البيت الأبيض، كما لو أنه يمثل "مهرجانًا كرنفاليًّا، استمرأ مكانة القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية وأحرار العالم، بما طرح رسميًّا"؛ وفق تعبيره.

وأضاف: "ما سميت صفقة ترامب بشراكة (رئيس حكومة تصريف الأعمال الاحتلالية بنيامين) نتنياهو، وعدد من المطبعين العرب الذين هرولوا لحماية مصالحهم على حساب الشعب الفلسطيني، أشبه بالإبادة السياسية لشعبنا، وتنكر كامل لحقوقه ومكانته، وهويته وكيانيته، وأقرب إلى مجزرة ومحرقة ضمن مشروع تصفوي".

ولفت فيصل إلى أن صفقة ترامب محاولة للإجهاز على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتطبيق قرارات عودة اللاجئين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن ترامب شرع في صفقته قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية "هدايا تقدم للوبي الصهيوني".

ونبه إلى أن ترامب أخذ على عاتقه تطبيق خطته من جانب واحد دون الاكتراث لاعتراض ورفض الشعب الفلسطيني لها، مُوقعًا بحبر قلمه بداية رئاسته أن القدس "عاصمة" للمحتل، ثم شرعنة المستوطنات والاستيطان، مع القول إن ذلك لا يتناقض مع القرارات الدولية، وهو ما يعني تغطية على نتنياهو لـ"ضم" أكثر من 60% من أراضي الضفة إلى دولة الاحتلال.

وتابع: "إن ترامب منذ البداية حاول أن يفرض معايير لإعادة تعريف اللاجئين، وأنكر ستة ملايين لاجئ فلسطيني، في محاولة لشطب قضية العودة والتنكر الكامل لوجود اللاجئين الفلسطينيين وتوزيعهم سعيًا لتوطينهم في الدول العربية، في حين أوقف كل التزاماته تجاه وكالة "أونروا"، وضغط على العالم لنهج السلوك ذاته، لكنه لم ينجح".

وشدد على أن "الصفقة الأمريكية الإسرائيلية" إن كانت تستهدف بالجوهر الشعب الفلسطيني، في مشروع أقله حكم ذاتي دون سيادة على المعابر والحدود وعلى السماء والماء؛ فإنها تستهدف أيضًا شعوب الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم.

"حلف إقليمي جديد"

وتابع: "الخطة تحاول بعملية التطبيع أن تبني حلفًا إقليميًّا جديدًا بقيادة (إسرائيل)، والتعاون مع عدد من دول الخليج التي فتحت أبوابها أمام التطبيع، في انقلاب للصورة، حيث يصبح العدو صديقًا، والصديق عدوًّا، ليبني ترامب شرقًا أوسط جديدًا والتحكم بالنظام العالمي الجديد في أحادية أمريكية".

وفي تفاصيل صفقة ترامب، أكد فيصل أيضًا أن ترامب استخدمها لمصالح شخصية بكسب "الصوت الصهيوني" في أمريكا، لضمان تجديد ولايته، إلى جانب إنقاذ نتنياهو الذي يواجه مصيره أمام قضاء الاحتلال بتهم الفساد.

وجزم أن الشعب الفلسطيني يدرك تمامًا مخاطر هذه الصفقة، ومخاطر قرارات ترامب السابقة في إعلانه القدس عاصمة للاحتلال، وقد أفشل فعليًّا بسواعد مقاوميه الكثير مما يخطط لقضيته، ما بدا لافتًا في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية بغزة، ومسيرات الغضب في الضفة، وحراك اللاجئين في المخيمات ونهوض الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة سنة 1948م.

ورأى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن الرد الفلسطيني هو الفعل الحاسم لمواجهة صفقة ترامب، لكنه يجب أن يستند إلى عناصر القوة التي أولها طي صفحة الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، وعقد لقاء فلسطيني موسع، لوضع آليات في تطبيق كل ما اتفق عليه في اللجنة التحضيرية في بيروت، ووضع إستراتيجية لوقف التنسيق الأمني، وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي، وفتح كل المساحات والفضاءات أمام المقاومة كل أشكالها.

ونبه إلى أن الانتفاضة من مقتضيات مجابهة صفقة ترامب، وصولًا إلى عصيان وطني كامل في وجه الاحتلال، وسحب اعتراف منظمة التحرير بـ(إسرائيل)، ومقاطعتها اقتصاديًّا ومقاضاتها على المستوى الدولي، وتدويل الحقوق الفلسطينية، وفيه الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية، واستكمال الانضمام للمؤسسات الدولية، وبناء سياج لشبكة أمان عربية وجبهة مقاومة عربية شاملة، مع استنهاض مقاومة عالمية للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على أساس أن التحالف بينهما يهدد الاستقرار والسلم في العالم.